من فضلكم امنحوا الرئيس غزواني وحكومته بعض الوقت

اثنين, 08/05/2019 - 20:49

بعد أحد عشر عاماً في السلطة سلم محمد ولد عبد العزيز السلطة يوم الخميس 1 أغسطس  إلى خليفته محمد الغزواني. عزيز اتسمت فترته بهشاشة الأمن الداخلي وتعميق انعدام المساواة في البلاد مما جعل سجله يبدو غير ناصع. 

أمضى محمد ولد عبد العزيز يومه الأخير كرئيس للجمهورية في استقبال رؤساء الدول المدعوين لحضور حفل تنصيب خليفته. في صباح يوم الأربعاء أدلى ببيان بات محل شك عن ممتلكاته إلى لجنة الشفافية المالية في الحياة العامة. لكن الأصول التي يملكها ولد عبد العزيز عندما ترك السلطة لم يتم الكشف عن 10 بالمائة منها رغم أن الكثير منها باسماء مستعارة.

بعد هذه الإجراءات الشكلية، استقبل رئيس الدولة المنتهية ولايته البرلماني جان جاك بريدي الذي مثل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في حفل تنصيب محمد ولد الغزواني. وانتهى اليوم الأخير للرئيس المنتهية ولايته بتنظيم حفل عشاء على شرف الضيوف المشاركين في هذا الحدث.

انقلاب وانتخابانات

جاء الرئيس عزيز إلى السلطة في انقلاب عسكري ضد أول رئيس منتخب ديمقراطياً سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله قبل تنظيم الانتخابات الرئاسية لعام 2009 والفوز فيها بولاية امتدت على مدى خمس سنوات وتم التجديد له في الانتخابات الرئاسية لعام 2014.

ولا يسمح الدستور الموريتاني إلا بولايتين. لكن ولد عبد العزيز لا يستبعد العودة إلى السلطة. في إطار ذلك قال في يونيو الماضي إنه سيواصل ممارسة السياسة.

عندما استولى على السلطة عام 2008 كانت موريتانيا تعاني من موجة غير مسبوقة من الإرهاب. وتمكن محمد ولد عبد العزيز من إعادة هيكلة الجيش وإعادة حضور الدولة إلى المناطق الصحراوية والقضاء على الأصولية الدينية.

منذ عام 2011 لم تقع أي هجمات في البلاد على عكس مالي المجاورة المتورطة في حرب منذ عام 2012. كما كانت موريتانيا فاعلا رئيسيا في إنشاء مجموعة الساحل التي ولدت من أجل أن تضمن الأمن والتنمية في المنطقة.

-في عهده ظهرت بجلاء زيادة انعدم المساواة وتقلص حرية التعبير.

و اتسعت هوة التفاوت في البلاد بشكل غير مسبوق و خلال الحملة الانتخابية دعا جميع مرشحي المعارضة إلى إعادة توزيع أفضل للثروة.وتسبب الجفاف في هجرة ريفية حقيقية لنواكشوط التي استمرت في التوسع والجاجة للماء والكهرباء والنقل.

تم بناء الطرق وبعض البنى التحتية في البلاد. لكن جميع الخدمات العامة تدهورت.

في الأشهر التي سبقت الانتخابات، أضرب العديد من الموظفين الحكوميين مثل المعلمين والأساتذة وعمال الصحة مطالبين بتحسين ظروف العمل وتوفير خدمة أفضل للعموم وذلك رغم أن الدين العام يقترب من 100 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي. 

كما يلقى باللوم على الرئيس ولد عبد العزيز في ممارسة عشائرية للسلطة. يقول نقاده إن غالبية الصفقات العامة فاز بها الأقارب ، وهو ما خلف مرارة في العديد من الدوائر العمالية وفي صفوف المثقفين.

أما بالنسبة لحرية التعبير فقد اضحت في تراجع. فوفقًا لتصنيف منظمة مراسلون بلا حدود تراجعت موريتانيا بشكل حاد في السنوات الأخيرة لتصل إلى المرتبة 72 في عام 2018 أقل بــ 24 نقطة عن عام 2016. وتم قطع الإنترنت عشرة أيام بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة كما أغلقت بعض وسائل الإعلام الخاصة واعتقل بعض الصحفيين أو المدونين ضمن قائمة طويلة من التعدي على الحريات الأساسية.

حفل التنصيب

شارك أكثر من عشرة رؤساء دول أفارقة في العرس الديموقراطي الموريتاني. و اقيم  الحفل في قصر المرابطون على بعد 35 كم من العاصمة الموريتانية.

إلى جانب الرئيس محمد ولد عبد العزيز حضر عشرة من رؤساء الدول الأفريقية بمن فيهم الجار السنغالي ماكي صال والتشادي إدريس ديبي ،والكونجولي ساسو نغيسو والإيفواري الحسن واتارا. ولا يوجد زعيم من العالم العربي ولا قادة مغاربيون. باستثناء الرئيس الصحرواي ابراهيم غالي.

مآخذ وإنجازات

يرى الكثير من الموريتانيين أن الرئيس السابق عزيز اتى على الأخضر والبابس بطريقة ذكية وترك البلد مكبلا باتفاقيات بعيدة المدى،وجعل من البلد بقرة حلوبا لأهله وحاشيته،وتجاهل حالة السكان الذين عانوا من الفقر وتدني التعليم وغياب الأمن الداخلي وتهميش الكفاءات.

لكنه غير الملامح العامة للبلد فقد غير العلم والنشيد والعملة الوطنية في شكلها وقيمتها،وحول قوات الأمن والجيش من مهمة حماية الوطن إلى رعاية مصالحه الشخصية،وجعل من القضاء سيفا سلطهعلى اعدائه ومناوئيه.

تمكن من التستر على العديد من القضايا التي ما زال الموريتانيون يجهلون حقيقتها بدءا بالرصاصة وقضية السنوسي،وسونمكس وصفقات المطار والموانئ،وغير ذلك مما سيثار ولو بعد حين

ما العمل الآن

يرجى من الموريتانيون أن بمنحوا الرئيس غزواني الوقت ليمسك بالملفات ويضع تصورا للعمل الجاد والمفيد،ويرى الكثيرون أن موريتانيا تتوفر على الكثير من الإمكانات القادرة على بناء دولة ينعم ابناؤها بالعيش الكريم،إذا وفق الرئيس الجديد في اختيار فريق كفء وطني ومخلص وخلق رقابة صارمة وإرادة وطنية جادة.

والخلاصة أن غزواني إما أن يكون رئيسا أو ظل رئيس وفي الحالة الأخيرة لا تتوقعوا خيرا فهو إن كان ظلا فهو ظل لعزيز...... 

م .س