الاستاذ احمد ولد حبيب الله يناقش بحث لنيل دكتوراه الدولة

خميس, 11/11/2021 - 15:25

 

كتب الأستاذ سسيدي عبد الله ولد الحارث

لا غرو إن قوض الظلماء مصباح _ له بجهدك إشراق و إصباح

تزينت صفحات أرباب الأدب و المهتمين به و المتابعين له هذا المساء بخبر نقاش الدكتور أحمد (المصباح) ولد حبيب الله لأطروحة دكتوراه عنوانها النثر الفني الموريتاني نشأته و تطوره ؛ تحت إشراف الدكتور عباس جراري عميد الأدب المغربي .

الأطروحة تقع في عشرة أجزاء مجموع صفحاتها 4192 صفحة جزء منها للفهارس و الملاحق . هذا من ناحية الشكل أما من الناحية الزمنية فهي تغطي قرابة عشرة قرون من عام 1040م و حتى 2005م .

و قد استغرق إعداده لهذه الأطروحة 16 سنة من البحث والتحري إلى أن نضجت على نادرهادئة .

لجنة الإشراف منحت للدكتور أحمد أعلى درجة و أوصت بنشر أطروحته تثمينا لها و تنويها بالجهد الذي بذله فيها .

يقول عنها أحد الحاضرين : "لم أعاين منذ سنوات أطروحة بهذا الحجم وبهذه الجدية وبهذا الزخم المعرفي الرصين . طوبى للزمن الجميل وطوبى لمن يأخذ العبرة ويقدرالمسؤولية حقها لرد العجز على الصدر والحفاظ على التقاليد العلمية سافا من فوق ساف" .

هنيئا للدكتوراه إذ تربع أحمد على عرشها و هنيئا له هو على ما بذل و أحرز .

ولا غرو في ذلك فأحمد منذ نعومة أظفاره "صب مشوق بأبكار العلى كلفا" لا هم له إلا في اللوح و الدواة و القلم هؤلاء هم أهله و جلساؤه و ندماؤه و سماره و لسان حاله معهم حال الشنفرى مع أهله و شتان ما بين الأهلين :

هم الأهل لا مستودع السر ذائع _ لديهم و لا الجاني بما جر يخذل

ابتعث إلى بلاد الحرمين من مرحلة الابتدائية و مكث فيها 7 سنين إلى إن منح منها إلى مصر ليظل فيها حتى حصل على شهادة الماجستير عن تحقيق ديوان ولد أبنو (جزئين في 1111 صفحة) .

أحمد من طينة من زهاد نادرة لا سيما في هذا العصر؛زهد في المال زهد في السياسة زهد فى الظهور أمام الأضواء إلا في المحافل العلمية الجادة .

أثناء إقامته في السعودية كان يسأله من له بهم صلة من أهلها هل أهلك أغنياء ؟ فيرد لماذا السؤال ؟ فيقولون له كل الشناقطة يأتون هنا يطلبون مشاريع خيرية و تمويلات و أنت لم تطلب شيئا فيرد عليهم جئت طالبا للعلم لا المال .

رفاقه و من كانوا معه في تلك الفترة عين منهم الكثير؛أما هو فلم يعين و لم يطلبه .

لم يكن يجامل و لا يحابي وقصته مع الكتاب في عهد ولد الطائع على أمواج الإذاعة معروفة وقد دونتها في مرة سابقة .

ألف الدكتور أحمد العديد من الكتب في مجال تخصصه بعضها طبعه على نفقته الخاصة و بعضهاعلى نفقة اتحاد الأدباء و الكتاب الموريتانيين؛ كما قدم للكثير من البحوث .

لم ينل الدكتور أحمد حقه باعتباره شخصية وطنية علمية نادرة ؛ لم ينله لا في الإعلام و لا في القطاع الثقافي ؛ فليس وراء الرجل حزب سياسي ينافح عنه ، ولا حركة دينية تلمعه .

وبهذه المناسبة نرجو من الجهات المعنية بدءا برئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ ولد الغزواني أن تعطي للرجل حقه بما يتماشى مع قدره وعطائه فقد خدم تاريخ بلاده وثقافتها و مثلها في الكثير من المهرجانات في مصر و المغرب و جنوب افريقيا و دول الخليج و غيرها .

لا سيما و أنه الآن وضع اللمسات الأخيرة على هذا البحث العملاق الذي يدون لنا عشرة قرون من تاريخ النثر في البلاد .

فأضعف الإيمان أن يمنح جائرة شنقيط على الأقل و أن يكرم في عيد الاستقلال القادم وفاء لبعض حقه .

بقية الصور :