بين تباكي عزيز وبكاء ذبابه / سيد بلعمش

جمعة, 01/13/2023 - 09:27

 

بلغة غاية في الركاكة ("زواج سفر" ، اندباط")، و أفكار مضطربة ، تأخذ من كل شيء و لا تعطي أي شيء و أكاذيب لا يعرف صاحبها الخجل ، حاول ولد عبد العزيز بالأمس أن يحسن من صورته فأساء إليها ، ناسيا أن من وصفهم بأنهم بلا "دمائر" هو من أسسهم و سلطهم على الشعب و مكنهم من كل شيء و متناسيا أنه كان الأسوأ من بينهم بلا منازع ..

 

كل عيوب ولد عبد العزيز و كل مساوئ نظامه حولها إلى انتقادات لخلفه بما يذكرنا عند مجيئه (لا رد الله بمثله) ، باختطافه لخطاب المعارضة و دعاية "رئيس الفقراء" التي حولها إلى حقيقة على الأرض بتجويع كل الشعب و احتقاره و تفقيره ..

 

لقد أبدع ولد عبد العزيز حقا يوم أمس في تبرير الغباء بالغباء و تبرير النهب بالنهب و تبرير الكذب بالكذب ..

 

لقد اخترت أصحابك (من تصفهم اليوم بالخونة) ، على معايير واضحة : النفاق و التزلف و الخيانة و الخوف من كل من يعطيهم أو يمنعهم . 

فماذا تنتظر منهم اليوم ، كأنك تنسى أنك أكثرهم جبنا و خيانة و تزلفا و كذبا و نفاقا (يوم كنت في مواقعهم) .

 

حديث ولد عبد العزيز بهذه اللهجة و انتقاده للجميع و اتهامه للجميع ، احتقار ما بعده احتقار للشعب الموريتاني و هو أمر لا نستبعده على من خان دينه و خان أمانته و خان عهده ..

 

كان ولد عبد العزيز تافها حين حكم حوالي خمسة عشر عاما ، لم يتذكر فيها أن أفلام "مجموعة وطنية تستحق الاحترام" إلا اليوم !!؟

 

كان تافها ، حين تحدث عن فساد القضاء و صدور الأوامر العليا للقضاة ، تماما كما كان يفعل ، ناسيا أن كل القضاة في المحاكم اليوم هم أنفسهم من كانوا يصدرون الأحكام في عهده !!

 

 كان سخيفا و تافها حين نسي أن من ينعتهم اليوم بالنفاق و الطاعة العمياء و الخيانة ، هم كانوا رجال عصابات نهبه ؛ وزراء و أمناء عامون و سفراء و مدراء …!!

 

و قد كذب ولد عبد العزيز حين قال (متأسفًا) ، أنه هو من دعم غزواني و أوصله للحكم : لقد انضم ولد عبد العزيز إلى حملة غزواني حين فهم (و يكفيها وضوحا أن يفهمها عزيز) ، أن اللعبة أكبر منه و أنها تدار من فضاء لا يمكنه وصوله و حين أدرك أن لا مكان له في مستقبل الحكم (مهما فعل)، لم يترك أي طريقة لإفشال حملة غزواني إلا وسلكها كما يعلم الجميع ؛ فبماذا تمن على الرجل اليوم يا هبنقة زمانه.

 

هستيريا ولد عبد العزيز تدل على عمق حكمة الكاتب الإيرلندي الساخر بيرنارد شو "الجاهل إذا تكلم أخطأ و إذا سكت أخطأ و إذا ذهب ضل جدا" .

سيظل ولد عبد العزيز يتخبط في الأخطاء حتى يودع السجن ..

 

لقد كنت متأكدا من حتمية سجن ولد عبد العزيز منذ أول أيام اغتصابه للسلطة بغبائه و تسلطه و غروره و احتقاره للجميع و جهله لخطورة الشعوب ..

 

كان مصيره واضحا لكل عاقل من أول يوم . 

ويخطئ طبعا كل من يعتقد أن ولد الغزواني يمكن أن يسجن عزيز أو حتى يضايقه و يخطئ أكثر بكل تأكيد كل من يعتقد أن الرئيس غزواني يمكن أن يحمي عزيز من السجن .

 

محجوزات عزيز تعد (حتى الحين) ، بعشرات المليارات و عليه فقط أن يبرر من أين له بها ، فأين وجه التعقيد في هذا الأمر ؟

و ما حاجة غزواني إلى التدخل لتجريم عزيز ؟ 

و بماذا يستطيع غزواني أن يتدخل لحمايته ؟ 

لقد أجرم عزيز في حق هذا الوطن و هذا الشعب و عليه أن يواجه جرائمه ، ليس إلا .

 

و على كل من يدافعون عن حماقات عزيز بالتحامل على المجتمع أن يفهموا أن ملاحقتهم القانونية لا يحول دونها غير تسامح المجتمع و ترفعه عن سخافتهم ..