ماهو الإعجاز العلمي في حديث (مثل المؤمنين ...) ؟

سبت, 01/14/2023 - 10:50

 

هذا تشبيه كريم للمؤمنين في عواطفهم والتحامهم وتعاونهم بالجسد الواحد عندما يتأذى أحد أعضائه فإن جميع أجهزة ......

من الأحاديث التي فيها إعجاز طبي وسبق علمي واضح قوله عليه الصلاة والسلام: (مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم مثل الجسد، إذا اشتكى منه شيء تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمّى) [رواه أحمد ].

 

هذا تشبيه كريم للمؤمنين في عواطفهم والتحامهم وتعاونهم بالجسد الواحد عندما يتأذى أحد أعضائه فإن جميع أجهزة الجسم تدعوا بعضها بعضاً وتتعاون لإغاثة الجزء المصاب حتى يتم شفاؤه.

 

فقد ثبت طبياً صدق الكلام الشريف، فعندما يصاب أحد أعضاء جسم الإنسان بمرض أو أذى أو ضرر تنطلق منه إشارات باتجاه الدماغ، حيث يقوم الدماغ، بتحليل وترجمة هذه الإشارات ليرسل من جديد إشارات وتعليمات لكافة أعضاء الجسم وأجهزته بالسهر والقيام بالعمليات المناسبة حتى زوال المرض أو الخطر.

عندما ينام الإنسان تتوقف كثير من أجهزته عن النشاط (يقل نشاطها كثيراً)، حتى يمكن القول بأن النائم كالميت بشكل مؤقت. إذن عند المرض تبقى هذه الأجهزة متيقظة وفي أعلى درجات نشاطها، ولذلك نجد المريض غالباً ما يستيقظ أثناء نومه ويحسّ بالنشاط بالرغم من مرضه. ويعود هذا الإحساس بالنشاط إلى بقاء أجهزة الجسم ساهرة عاملة بجدّ أثناء النوم.

 

وقد بيَّنت الأبحاث أن جميع أعضاء الجسم تصدر وتتلقى الإشارات والتعليمات لإيجاد الحل الأمثل في علاج الجزء المصاب. حتى مراكز الإحساس تدعو مراكز التحكم في الجسم لإفراز هرمونات ومواد معينة لنجدة العضو المشتكي.

 

وعلى سبيل المثال نجد عند إصابة إنسان بحرق أو جرح أن القلب يسرِّع نبضاته لزيادة ضخ الدم وتتسع الأوعية الدموية المحيطة بالعضو المصاب بهدف إيصال الطاقة والأوكسجين والأجسام المضادة حتى يتم إسعاف هذا الجزء. وسبحان الله. كل هذه العمليات التي يقدر عددها بالآلاف تتم وباستمرار دون أن نشعر بها أو يكون لنا أي تحكم فيها. وهكذا يجب أن يكون حال المؤمنين عند إصابة بعضهم بمكروه أو أذى.

وهنا تتجلى عظمة أحاديث كثيرة للنبي الكريم عليه الصلاة والسلام يعلمنا من خلالها كيف نتعاون ونتحابب في الله تعالى. حتى أن مولانا وسيدنا وحبيبنا محمداً صلى الله عليه وآله وسلم اعتبر المؤمن لا يؤمن حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه.

 

وأنه لا يؤمن حتى يكرم جاره ويكرم ضيفه، وحتى لا يؤذي غيره من المسلمين وأحاديث كثيرة لا تُحصى جميعها تؤكد وحدة المسلمين وتعاونهم على البر والتقوى. فهل نستفيد من تعاليم النبي الكريم عليه الصلاة والسلام. وهل نصبح أمة كالجسد الواحد؟

 

ــــــــــــ

 

بقلم عبد الدائم الكحيل