قرأت القرآن بنية الشفاء من المرض ولكن الشفاء لم يحدث فلماذا؟

أربعاء, 01/18/2023 - 09:10

 

قد وجدتُ يقيناً أن القرآن يحوي آيات الشفاء، ولكن هناك العديد من العوامل التي تلعب دوراً مهماً في الشفاء .......

 هذا سؤال يردني باستمرار، ومع أنني لستُ معالجاً بالقرآن بل ما أفعله هو البحث عن الأساس العلمي للعلاج بالقرآن والدعاء، وقد وجدتُ يقيناً أن القرآن يحوي آيات الشفاء، ولكن هناك العديد من العوامل التي تلعب دوراً مهماً في الشفاء.

والشيء الذي وجدتهُ أن العلاج بالقرآن لا يعني أبداً أن نلجأ إلى القرآن فقط في حالة المرض ونقرأ آيات محددة ليحدث الشفاء! حتى يحدث الشفاء الكامل هناك شروط:

1- يجب على المريض أن يطبق ما يقرأه من آيات، فإذا قرأ قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) [التوبة: 119]، فهذه الآية تأمرك بالصدق، فإذا لم تكن صادقاً في معاملاتك وفي علاقتك مع الآخرين وصادقاً في عبادتك مع الله ومخلصاً في دعائك لله، فأنى لك أن تنتفع بما تقرأ، لأنك تقرأ شيئاً أنت غير مقتنع به، لأنك لو اقتنعت به لطبَّقته على الفور.

2- يجب أن تكون القراءة بخشوع وتدبر وتأمل وتفكر، فإذا مررت بآية كونية ينبغي أن تفكر بعظمة هذا الكون لتصل من وراء ذلك إلى إدراك عظمة رب الكون سبحانه وتعالى. وإذا مررت بآية تتحدث عن الموت فيجب عليك أن تتذكر لحظة الموت، وهكذا ليخشع قلبك أمام كتاب الله، وبالتالي سيكون للقراءة أثر كبير في الشفاء بإذن الله تعالى.

3- يجب ألا تستعجل الشفاء لأن الله أعلم بك وبما يصلحك، وبما أن الله تعهد بالإجابة فيجب عليك أن تستيقن بذلك، فقد يستجيب الله لك ويعجل في شفائك، وقد يصرف الله عنك ببركة هذا الدعاء شراً لم يكن في حساباتك، وقد يؤخر الله لك الإجابة إلى يوم القيامة وهذا أعظم أنواع الاستجابة.

4- ينبغي على المريض أن يختار من الآيات ما يرتاح لسماعه ويظن بأنه يؤثر على شفائه، أو يلجأ إلى استشارة أحد الصالحين في معرفة الآيات التي يظن أنها سبب في الشفاء من هذا المرض، إذ أن الله أنزل القرآن وأودع في كل آية من آياته شفاء من مرض ما.

5- ينبغي على المريض أن يثق بأن القرآن يشفي من كل الأمراض لأن هذه الثقة هي نصف الشفاء، لأن الله يقول: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57) قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) [يونس: 57-58].

وأقول لإخوتي وأخواتي: ثقوا بكلام الله وبقدرة الله على الشفاء، فهذا الخالق العظيم هو الذي أنقذ سيدنا يونس من بطن الحوت، وهو الذي أنقذ سيدنا إبراهيم من لهيب النار، وهو الذي أنجا سيدنا نوح من ظلم قومه واستهزائهم، وهو الذي شفى سيدنا أيوب وهو الذي وهب لسيدنا زكريا الولد... والله تعالى أعلم.

ــــــــــــ

 

بقلم عبد الدائم الكحيل