أيها الشباب الموريتاني العزيز،
أخاطبكم اليوم من موقع المسؤولية الوطنية التي أتشرف بحملها، ومن قناعة راسخة بأنكم أنتم القوة التي يعوّل عليها الوطن، وأن مستقبل موريتانيا يصنعه وعيكم، وإصراركم، وروحكم الوطنية الصادقة.
وأود أن أؤكد لكم أن القضايا التي تشغل المواطن اليوم ليست بعيدة عن اهتماماتنا، بل هي محور عملنا وتفكيرنا. فنحن نؤمن بأن ترسيخ الوحدة الوطنية هو أساس استقرار الدولة، وهو السياج الذي يحمي مجتمعنا من كل التحديات. ومهما تنوعت ثقافاتنا، وتعددت مكوّناتنا، فإن موريتانيا لن تتقدم إلا إذا وقفنا صفاً واحداً، متماسكين، متعاونين، مؤمنين بأن قوتنا في وحدتنا.
كما نعتبر مكافحة العبودية ومخلفاتها واجباً وطنياً وأخلاقياً، لا يمكن التراجع عنه أو المساومة فيه. فهذا الملف يمثل جوهر العدالة الاجتماعية، ولا بد من مواصلة العمل الجاد من أجل مجتمع قائم على الكرامة والمساواة واحترام الإنسان.
أما مسألة الإرث الإنساني فهي قضية وطنية تتطلب الشجاعة والصدق في التعامل معها، بما يضمن كشف الحقيقة، وطي صفحات الألم بطريقة عادلة، وبناء مستقبل يخلو من الظلم ويحتضن الجميع بروح الإنصاف والمصالحة.
وفي كل هذه الملفات، نضع الاستقامة في الشأن العام في مقدمة المبادئ التي نتمسك بها. فالصدق، والنزاهة، واحترام القانون، ليست مجرد قيم أخلاقية، بل هي الأساس الذي تُبنى عليه الدول القوية، والمؤسسات الفاعلة، والثقة بين المواطن والدولة.
أيها الشباب،
أود أن أشدد على أن المشاركة في الحوار الوطني ليست خياراً ثانوياً، بل هي الطريق الأمثل لتعزيز الديمقراطية، وتقوية المؤسسات، وصناعة القرارات التي تخدم الوطن والمواطن. بالحوار نستمع لبعضنا، وبالحوار نعالج خلافاتنا، وبالحوار نرسم ملامح المستقبل الذي يليق بطموحاتكم.
إن موريتانيا اليوم بحاجة إلى وعيكم، وإلى مبادراتكم، وإلى مشاركتكم الفاعلة في كل ما يخدم الوطن. وأنتم بما تملكونه من حماس وإبداع قادرون على لعب الدور الأكبر في مسيرة البناء والتنمية.
فلنضع أيدينا معاً، من أجل وطن يجمع ولا يفرق، يعدل ولا يظلم، ويبني ولا يهدم.
ولنعمل بإخلاص، حتى تبقى موريتانيا نموذجاً في الوحدة، والعدالة، والتعايش، والاستقامة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المنسق الوطني لأصدقاء الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني
جالو آمادو كورل
منسق أصدقاء الرئيس غزواني يخاطب الشباب الموريتاني
