أحداث السنغال.. ستنتهي ويبقى الدرس

أحد, 03/07/2021 - 20:12

كتب الكاتب الموريتاني المقيم في دولة الإمارات العربية الأستاذ محمد المنى

تصفحت اليوم وأمس بعض الصحف والمواقع وصفحات التواصل الاجتماعي السنغالية، للاطلاع على مجريات الأزمة الحالية وكيف يفسرها السنغاليون وعلى أي نحو يتوقعون نهايتها.. ومن ذلك خرجت بانطباعات خلاصتها أن الأزمة باتت خارج السيطرة وما عاد بإمكان أي طرف أن يتحكم في توجيهها أو يستطيع إيقافها، إلا أنها مع ذلك (وهذا هو الأرجح) قد تتوقف وتنتهي تماماً خلال الأيام القليلة المقبلة.

الأزمة هزت البلاد وأضعفت المركز المعنوي للرئيس «ماكي صال» بشدة، إلى درجة أنه ربما يكون قد صرف النظر نهائياً عن سيناريو الولاية الرئاسية الثالثة وبات همه الأكبر أن ينهي حالة الفوضى والعنف المنفلت ويكمل ولايته الرئاسية الثانية الجارية فحسب.

ومهما يكن فإن السنغال واحد من أكثر البلدان الأفريقية رسوخاً في نظام الحوكمة وحكم المؤسسات، وما يشهده الآن ليس إلا أحد مظاهر الاعتراض الشعبي «الديمقراطي» بتجلياته الأكثر حدة وعنفاً، على بعض الإحباطات المتراكمة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية، كما هو رد على بعض الميول والممارسات السلطوية التي أظهرها «صال» بحق معارضيه ومحاولاته المتكررة إزاحتهم من طريقه واحداً بعد الآخر.

ورغم كل ذلك فالسنغال بلد له برامج اقتصادية وتنموية واضحة وخطط حكومية طموحة ذات آثار ملموسة في حياة الناس وما ينعمون به من خدمات وبنى تحتية.. ومن ثم فلدى أهله معايير لقياس ما نجحوا في إنجازه وما أخفقوا في تحقيقه، خلافاً لدول أخرى حولهم تسير في تيه طويل سير الأعمى المتخبط؛ بلا خطط ولا برامج ولا رؤى ولا طموحات ولا طريق واضح.. لذلك ستنتهي أحداث السنغال الحالية وستكون بالنسبة له درساً نافعاً في تصويب تجاه مسيرته وتقويم ما اعوج فيها واختل!

 

 

 

 

بقية الصور :