ترقب لأول مؤتمر يعقده ولد عبد العزيز بعد توقيفه

خميس, 08/27/2020 - 18:35

تتجه أنظار النخب السياسية فى الأغلبية الداعمة للرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى، وبعض الدوائر المعارضة، لما سيقوله الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز فى مؤتمره الصحفى المقرر مساء اليوم، بعد تأجيله لأكثر من عشرة أيام بفعل اعتقاله من قبل الشرطة الموريتانية.

ويعتبر المؤتمر الحالى أول خرجة إعلامية للرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز منذ توقيفه من قبل الشرطة الوطنية بشبه فساد ، وإغلاق حزب شارك فيه بعض أنصاره، واتهامه بالفساد من قبل لجنة برلمانية شكلت بعد أزمة المرجعية الشهيرة داخل أروقة الحزب الحاكم.

وحافظ ولد عبد العزيز خلال الأشهر الماضية على صمته، وظل يتنقل بين بوادى إينشيرى والعاصمة نواكشوط، بينما كان النواب يطرقون كل الأبواب للبحث عما يدينه بالاختلاس أو الخيانة العامة.

وقد أوقفت الشرطة الوطنية خلال الفترة الأخيرة بعض أفراد أسرته وبعض المقربين منه اجتماعيا للأسباب ذاتها، كما تم استدعاء بعض الوزراء الذين تمسكوا به، واعتبروه مستهدفا من قبل النظام الحاكم لأسباب سياسية محضة.

وترفض السلطات السماح للرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز بعقد أي ندوة صحفية فى الفنادق كافة ، كما منع الإعلام العمومى من تغطية أنشطته أو تناول بيانات معاونيه، أو الأزمة القائمة بينه وبين صديقه السابق رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزوانى، مع تكثيف الحملة الإعلامية المناوئة له داخل وسائل الإعلام العمومية و الخصوصية منذ انهيار العلاقة بين الرجلين نوفمبر ٢٠١٩.

وقد عمد رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزوانى إلى تفكيك قوة الحرس الرئاسى، -وهو مطلب قديم للمعارضة الموريتانية-، وأبعد مجمل ضبطها خارج العاصمة نواكشوط ، والبعض إلى خارج البلد، كما تم تغيير القيادات العسكرية والأمنية وشبه العسكرية، بشكل شبه كامل - باستثناء الجمارك- ، ضمن ترتيبات داخلية، قام بها الرئيس وكبار معاونيه اثر رفض الرئيس السابق حضور العرض العسكرى المقام فى أكجوجت بمناسبة ذكرى الاستقلال، وخروج التوتر بين الطرفين إلى العلن.

وعاش الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز والحالة محمد ولد الشيخ الغزوانى داخل المؤسسة العسكرية أكثر من أربعة عقود، وشاركا فى انقلابين عسكريين 2005-2008 ، و ظلا إلى وقت قريب من أكثر الضباط انسجاما داخل المؤسسة العسكرية، وحافظا على نفس العلاقة خلال العشرية الأخيرة التى تسلم فيه الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز مقاليد الحكم بموريتانيا ، وخاضا الانتخابات الرئاسية الأخيرة جنبا إلى جنب فى مواجهة القوى السياسية المعارضة، قبل أن تنهار الثقة بينهما فجأة نهاية أكتوبر ٢٠١٩ بعد عودة ولد عبد العزيز المفاجئة من الخارج، وسط حالة ارتباك داخل الأغلبية الرئاسية بموريتانيا.