
استمر مؤتمر الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيزقرابة ثلاث ساعات( ساعتين و45 دقيقة) للحديث عن الأزمة السياسية الحالية، والتحقيق البرلمانى، والعلاقة بينه وبين الرئيس الحالى محمد ولد الشيخ الغزوانى، وبعض الملفات المثارة إعلاميا وسياسية منذ أشهر.
وقد حاول الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز إرسال رسائل عديدة منها ما هو موجه للرأي العام وبعضها لتهدئة رفيقه السابق محمد ولد الشيخ الغزوانى ، مع تشبثه بالموقف الذى عبر عنه نهاية 2019 ،ورفضه السيرفي صفوف المؤمنين بمرجعية الرئيس للحزب، التى أعتبرها قميص يوسف، أو الباب الذى دخل منه سعاة التباعد بين الرئيسين خلال الأشهر الأخيرة.
وهذه أبرز النقاط التى تناولها الرئيس خلال مؤتمره الأخير :
(1) صنف حالته الشخصية الآن ضمن تداعيات الخلاف حول مرجعية الحزب نهاية 2019، وسعي المخالفين لتركيعه وثنيه عن اعتباره لنفسه ظل رئيس بأغلبية ونهج وهمي داخل الأغلبية الحاكمة في البلد
(2) شكك فى نزاهة اللجنة البرلمانية، وحمل نافذين في الأغلبية مسؤولية تشكيلها ، ووصف أعمالها بأن تجسيد لنية مبيتة، وهي شيطنة الرئيس محمد ولد عبد العزيز وقلب منجزاته خلال العشرية الأخيرة.
(3) أتهم حركتي الكادحين والإسلامين بالسعي من أجل كشفه والانتقام منه، بعد رفعه شعار: مأمورية من دون حركة اليسارلأول مرة بموريتانيا
(5) تحاشى التصعيد ضد الإسلاميين، رغم أنه ألمح إلى محاولتهم الإستفادة مما يجرى إعلاميا وسياسيا، بينما أتهم اليسار بالتصرف بشكل غير أخلاقى، والعمل من أجل تقويض علاقاته بالرئيس الحالي.
(٥) ألمح إلى جهل اللجنة البرلمانية والشرطة بدافع الانتقام،مذكرا بخطأ البعض وهو يصور سيارات مخفية للرئيس السابق وبعض أفراد عائلته، قائلا لو كانوا يدركون حقيقتها لما صوروها وبثوها للرأي، دون الإفصاح عن مالكها الأصلى!.ودون تحديد حقيقتها التي المح انها لا تعنيه
(6) دافع عن أموال صهره وأموال والد صهره، وأعتبر استهدافه دليل ضعف وتخبط، فهو من أسرة مشهورة وتملك المال، ووالده أحد أكثر المستثمرين فى سوق الحديد بلكصر، لكنه يدفع ضريبة الزواج من كريمة الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز والعلاقة به.ولم يعلق على عمله في اسنيم
(8) عرض بصديق سابق هو زين العابدين ولد الشيخ أحمد،الذى ضرب به المثل،كأسرع رجل أعمال يظهر فى البلاد،قائلا إنه ظهر ماليا 2005 واصبح اليوم أحد أغنياء البلد الكبار.مضيفا أن مجموعة عزيزالقبلية كانت تملك المال
(9) دافع عن حق كل مواطن فى التملك ،ونفى القصة المتداولة لحصول كريمته ليلي عبد العزيز على قطعة أرضية بقيمة 150 مليون، قائلا إنها سعت لذلك ، وحينما رأت الشروط المنصوص عليها تخلت عن الفكرة،معتبرا أن الأمر دليل شفافية بدل محاولة البعض تصويره بأنه فساد واستغلال النفوذ.ولم يتطرق لثروتها وعقاراتها
(10) أكد تمسكه بحصانته الدستورية كرئيس جمهورية سابق، مؤكدا أن احترامه للدستورهوالذى منعه من مأمورية ثالثة كان الكل يريدها، ولن يقبل أن يشارك فى انتهاك دستور البلد والعبث بقوانينه.
(11) عرض بالعديد من أعضاء اللجنة البرلمانية المكلفة بالتحقيق فى فساد عشريته، بل عرض بكل النواب،عندما أتهمهم بتمريرعلاواتهم الكبيرة (250 ألف أوقية) ، بينما الشعب يواجه أزمة كورونا وتداعياتها.ولم يعلق على رفضهم تحفيزات وعلاوات لقطاعي الصحة والتعليم
(12) نفى ـ بريق يابس ـ الشائعة المتداولة منذ أشهرعن تخطيطه لانقلاب عسكرى في ذكرى استقلال 2019 ، قائلا إنه لم يخطط لمحاولة انقلابية في حياته، بل نفذ انقلابا كما هو حصل 2005 و2008، وأن لامبررلتلك الحكاية بدليل الحريص على استقرارالبلد، وتطورالديمقراطية فيه.
(14) أكد في تلعثم واضح تصريحه بكل ممتلكاته للجهات القضائية المختصة،في المأمورية مؤكدا ضمنيا أن شريكه وصديقه السابق غزواني على علم بكل تفاصيلها.
(15 أكد تحمله المسؤولية الكاملة عن تصرفات الحكومة خلال العشرية ،وتحدىه أي وزيرأومديريمكنه أن يظهرأمرا غير قانونى وجهه إليه، أو توصية أستفاد منها هو أو أحد أقاربه بأوقية واحدة خلال فترة حكمه.
(16) تفادى الحديث عن تطبيع الامارات العربية المتحدة، ونسب المتداول من الحديث عن إمكانية تطبيع النظام الحالى مع إسرائيل لجنس الشائعات المتداولة خلال الفترة الحالية.
(17) تحاشى التصعيد ضد الرئيس غزواني وأعضاء الحكومة، وقال بأنه لن يبادل حملة التشهيروالشيطنة التي استهدفته بأخرى، لأنه يعرف أن التشهير والتصعيد لايخدمان البلد ولامصالحه.في محاولة خجولة للتراجع عن التصعيد
(18) سخر من الحملة الإعلامية ضده بعد الكشف عن سيارات كانت مخبئة داخل حائط بالعاصمة نواكشوط، قائلا لو كانوا يعلمون حقيقتها لما صوروها ولكنهم يحاولون تشويهه بأي طريقة مهما كان جهلهم بتداعياتها.ولم يكشف حقيقة السيارات ولا غيرها
(19) أبقى على إمكانية الصلح مع رفيقه السابق محمد ولد الشيخ الغزوانى ، مع العتب عليه، لأنه فى النهاية من بيده توقيف الأمور أو الذهاب بها إلى التصعيد، لكنه فى الوقت ذاته لن يقبل الخضوع والخنوع ولن يتراجع عن الدفاع عن نفسه ومكانته ومستقبله السياسى.
(20 أعاد قضية عبد الله السنوسى إلى الواجهة من جديد ، وذكر بشريكه فى الملف محمد ولد الشيخ الغزوانى، مذكرا بأن الرجل كان مطلوبا لدولة أوربية، والحكومة رأت أن تسليمه لليبيا كان الأسلم، والأموال الليبية تم توجيهها الى الخزينة العامة للدولة مؤكدا أن الكل موجود بالصوت والصورة.
(21) قلل من أهمية إلزامية بقائه في العاصمة نواكشوط من قبل الأجهزة الأمنية ، قائلا إنه لا يفكر فى الخروج من البلد ، وبأنه سلم جواز سفره للشرطة فى اليوم الأول، وأنه باق بموريتانيا ومستمر فى النضال من أجل قناعته.
(22) شنع تراجع الحريات بموريتانيا ،وذكر بأن الموجود من الحرية كان نتيجة لمسار طويل من التضحية ، سالت فيه الدماء (2003) وتظاهر المواطنون بالآلاف من أجله، وحماه الرئيس بتخليه طواعية عن السلطة واحترامه للدستور.
(23) أعترف بقوة المعارضة التى واجهته قائلا إنها كانت شرسة،ولكنه هوكان شرسا فى مواجهتها ، ولم يقبل التفاوض معها أو الخضوع لشروطها، رغم الهزة التى عاشها العالم العربى بالكامل.
(24) أنتقد تزايد الفساد في البلد حسب قوله خلال الأشهر الماضية رغم مأساة كورونا، ودافع بقوة عما أنجز لموريتانيا خلال العشرية الماضية.
(25) أكد احترامه للقضاء وقناعته بدولة القانون، واستعداده للتعامل مع لجنة أخلاقية نزيهة ومحايدة وغيرمسيرة من قبل السلطة. مذكرا بمصير اللجنة الأخيرة، وكيف عين البعض واستفاد البعض الآخر من فائض الميزانية، بينما يتضور الشعب جوعا، وهو مابكشف تبعيتها المطلقة للسلطة التنفيذية.
والواضح من هذا اللقاء أن عزيزا مازال سلطويا كما كان ولا زال عاجزا عن النطق السليم لبعض المفردات:الزور الضمير وظهر بجماعة قليلة العدد وبمهرجين في الخلف لكن زيدان غاب هذه المرة كما غابت السيدة والكريمات والأصهارالذين كانوا يظهرون امام الوزراء والرسمين
في قضية راتب الرئيس قال احدهم:
امغيرني حد امغني وامجدد ذاك اعل راصو
وامغيرني حد ابني واطوي ما مس اخلاصو
لكن هل عرف عزيز أن السلطة لا تدوم وأن المال العام مشؤوم ومسموم وأن الشعب مع الحاكم وان من يملك القوة العمومية والبنك المركزي والخزينة العامة يستحيل عناده فالاصوب أن تكون العلاقة مع الله والإعتماد عليه (إيك نعبد وإياك نستعين )