
أنهيتُ للتو متابعة لبرنامج "مجرد سؤال" الذي تبثه منصة تواتر على الفيس بوك، و الذي استضاف قبل ساعات المهندس: Mohamedou Ould Salahi المعتقل سابقا في سجن غوانتانامو الشهير.
و قد أعجبتني ردوده على أسئلة تواتر خاصة تلك المتعلقة بتاريخه "الجهادي" و موقفه منه، و معاناته في سجن غوانتانامو، و مشاريعه المستقبلية، و استعداده لخدمة بلده.
لقد كان رد المهندس محمدو ولد الصلاحي واضحا بشأن تاريخه السابق في "الجهاد" بأفغانستان في نهاية القرن الماضي ضد السوفييت و أكد أنه لو رجع التاريخ إلى الوراء لما أقدم على فعلته لأنه تأكد بعد ذلك من أخطاء كبيرة ارتكبتها الجماعات "الجهادية" و اعترف أنه غُرر به؛ فبعد مشاركته في إحدى المعارك بالقرب من كابل تأسف على قتاله للمسلمين.
هذه الجزئية و هذا الاعتراف يؤكد أن الرجل سبق و أن قام بمراجعات فكرية خاصة أنه و في نفس المقابلة يحث الشباب على الابتعاد عن الفكر المتطرف و خطورته على الدين الاسلامي و على الفرد نفسه.
و في معرض رده على أسئلة تتعلق بمشاريعه المستقبلية و استعداده لخدمة بلده إن هو عُرِض عليه منصب حكومي أكد الرجل أن مشاريعه المستقبلية تركز على الترويج لموريتانيا، و أنه نجح في ذلك حيث جلب هوليوود إلى موريتانيا لإعداد فيلم عنه و يعتبر أن ذلك سيخدم البلد و يعطي صورة جديدة عنه. معربا في الوقت نفسه عن استعداده لقبول أي منصب حكومي عُرِض عليه لخدمة بلده.
و في هذا الصدد أقترح على حكومة بلدي إسناد مهمة رئاسة الآلية الوطنية للوقاية من التعذيب إلى المهندس محمدو ولد الصلاحي للأسباب التالية:
- الرجل خرج قبل فترة قصيرة من أشهر سجن عرفته البشرية في القرن الحادي و العشرين و قضى فيه مايزيد على العقد من الزمن تعرف فيه على أبشع صنوف الظلم و القهر و خرج منه بتجربة لا شك ستساعده في العمل على الدفاع عن حقوق الإنسان و خاصة في مجال التعذيب.
- المهندس محمدو ولد الصلاحي رغم أنه مسؤول عن جزء من محنته -كما أكد هو نفسه- إلا أن لديه مظلمة لدى الدولة بتسليمه إلى دولة خارجية في سابقة من نوعها و من المناسب و في عهد رد المظالم الذي سنّه رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني أن يجد ولد الصلاحي لفتة هو الآخر لتعويضه و لو معنويا عن ما عاناه من ظلم في زهرة شبابه خاصة أن الأخير أكد بنفسه أنه لم يتلقى أي تعويضات مادية و لا معنوية من طرف الحكومتين الموريتانية و الأمريكية.
- يمتلك الرجل كفاءة علمية مشهودة فهو مهندس و يتحدث العديد من اللغات و علاقته مع المنظمات الدولية المكلفة بقضايا حقوق الإنسان قوية، و بإمكانه أن يستغل تلك العلاقة في تطوير ملف حقوق الإنسان بموريتانيا.
* ملاحظات:
- ليست لدي علاقة معرفة شخصية بالمهندس محمدو ولد الصلاحي إلا ما يعرفه عنه الجميع كمواطن موريتاني سجن في غوانتانامو.
- لم أتقدم يوما عبر هذه الصفحة بتقديم أية شخصية لمنصب حكومي رغم ما تعج به الصفحات من تلميع للشخصيات و اقتراحها لتبوء مراكز متقدمة في الجهاز الحكومي.
- اقترحت للرجل منصب رئاسة الآلية الوطنية للوقاية من التعذيب للأسباب آنفة الذكر و للمعلومات التي تحدثت قبل أيام عن قرب شغور منصب رئيسها الذي يتم تعيينه لمأمورية محددة.
الكاتب هاشم ولد جعفر