تأبين..ثلاثي الشرف المهني...الدده محمد الأمين السالك

برحيل المفوض محمد محمود ولد عبد العزيز يكتمل عقد ثلاثة رجال سجل لهم التاريخ موقف شرف نادرا بارتباطه بفترة زمنية شديدة الاستثنائية.

  فى بداية سنة 1982 اعتقلت فى حملة بوليسية مجموعة من السياسيين ( البعثيين) كنت من بينهم.

  عين النظام لجنة ل"لتحقيق" معنا- والتحقيق آنئذ يطلق على ممارسة التعذيب بكل أنواعه-وكانت اللجنة تتألف من ثلاثة ضباط شرطة برئاسة مدير مخابرات أمن الدولة حينئذ المرحوم إزيد بيه ولد محمد الامين وعضوية الضابطين المرحوم أحمد ولد لوليد والمرحوم محمد محمود ولد عبد العزيز عهد إليهم بمهمة "التحقيق" وكانت الأوامر واضحة: بممارسة التعذيب.

  المفاجأة أن الضباط الثلاثة لم يتأثروا بالإغراءات فرفضوا المهمة" التعذيب" وقالوا إنها لا تدخل فى المهام التى اكتتبوا من أجلها.

   عقابا للضباط الثلاثة تم إعفاؤهم من الوظائف التى كنوا يشغلونها ونقلوا خارج انواكشوط: إزيد بيه ولد محمد الامين إلى كيفا ومحمد محمود ولد عبد العزيز إلى ألاك وأحمد ولد لوليد إلى اكجوجت.

  أجل..فقدوا وظائفهم ونقلوا من العاصمة ولكنهم احتفظوا بمسؤوليتهم الأخلاقية وشرفهم المهني وولاءهم الوطني ورفضوا مهمة تتنافى مع مهنتهم كرجال أمن لا أدوات تعذيب للمواطنين.

  رحم الله ثلاثي الشرف ضباط الأمن: إزيدبيه ولد محمد الامين ومحمد محمود ولد عبد العزيز وأحمد ولد لوليد الذين أثبت لهم التاريخ توقيعه المشرف بتميز أخلاقي رفيع وكفاءة مهنية عالية لا يدنسها البحث عن مزايا آنية تبقى وصمة على جبين متصيديها.

  اللهم ارحمهم وأدخله فسيح جناتك وتقبلهم مع الأبرار فى عليين.