ودان :غزواني: الدولة الحديثة لا تقوم إلا على المواطنة

قال الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني إن الدولة الحديثة لا يمكن أن تقوم إلا على أساس المواطنة، والتحرر من العصبيات والتراتبـيات الزائفة والصور النمطية الوهمية، معتبرًا أن بقاء موريتانيا رهين بقدرتها على تعزيز رباط المواطنة وتقوية الوحدة الوطنية.

جاء ذلك خلال كلمته، اليوم، في افتتاح مهرجان مدائن التراث بمدينة وادان، حيث أوضح أنه لم يدخر جهدًا منذ توليه الحكم من أجل تعزيز علاقة الدولة بالمواطنين، وترسيخ دولة القانون، من خلال إطلاق المدرسة الجمهورية، وتكريس قيم المواطنة، والتمييز الإيجابي في مدارس الامتياز لصالح المستفيدين من السجل السكاني، إضافة إلى توسيع برامج الكفالة المدرسية وإطلاق إصلاح شامل للمنظومة الإدارية.

وأشار إلى أن السياسات الاجتماعية اعتمدت على مبدأ المساواة المطلقة بين المواطنين، من خلال محاربة الهشاشة والفقر وبناء شبكة أمان اجتماعي، شملت تحمل الدولة لتكاليف التأمين الصحي للأسر الفقيرة، واستحداث الصندوق الوطني للتضامن الصحي، وتوفير مجانية بعض الخدمات الصحية، إلى جانب تحويلات نقدية منتظمة للأسر الأكثر هشاشة.

وأكد الغزواني حرصه على إشراك الجميع في تسيير الشأن العام، خاصة الشباب، وتطوير الخدمات الأساسية والبنى التحتية، وربط الحقوق بالمواطنة، والتخلص من مظاهر الغبن والإقصاء.

وشدد على أن ما تحقق في مجال تعزيز المواطنة يظل مسؤولية الدولة، لكنه غير كافٍ ما لم تصاحبه تحولات ثقافية وفكرية تقودها النخب والمجتمع المدني، معتبرًا أن الاختلاف أمر محمود، لكنه لا ينبغي أن يكون على حساب اللحمة الاجتماعية.

ودعا إلى حوار وطني جامع حول المشتركات، من أجل تعزيز الوحدة الوطنية، مؤكدًا أن هذا الإجماع لن يستقيم دون مشاركة فاعلة من الشباب، الذين قال إن الرهان معقود عليهم في ترسيخ قيم المواطنة وتقديمها على ما سواها.