بقلم الشيخ ماء العينين الطالب أخيار
"الشيخ الطالب بوي ولد شيخنا الشيخ آياه في الصورة"
في هذه الصورة، يرفض التاريخ المجيد أن يقف موقف الحياد؛ فينحاز بوضوح ليكون ظهيرًا ونصيرًا لمن خدمته أسلافه بصدق في الماضي. يعلن التاريخ هنا أنه ليس حدثًا عابرًا مضى وانقضى، بل مسيرة أخلاقية حيّة، تكافئ الوفاء، وتنصف الأسلاف، وتراهن في الآن ذاته على تضحيات وجهود الأحفاد في صيانة بقائه واستمرار مجده.
فالأحفاد وحدهم المؤهلون لحمل رسالة التاريخ، وحفظ معانيه السامية، وحمايته من التزييف والاندثار. وعند هذه اللحظة، يجد الأصيل في أرض الأصالة والتراث نفسه أمام تاريخ مشرّف ومنصف، وحاضر واثق، ومستقبل واعد تتفتح آفاقه على وعد الاستمرار والعطاء.
إن من أحسن الوفاء لإرث الأجداد، متسلحًا بخلق رفيع، وتواضع أصيل، وعلمٍ مصون، وزهدٍ يقوم على أرضية راسخة قوامها العمل النافع، والرؤية الواضحة، والالتزام بما ينفع الناس ويمكث في الأرض؛ فقد حجز مكانه في الصفوف المتقدمة دون تزاحم.
وهكذا تتجسد الحقيقة الراسخة بأن الحاضر وليد الماضي، وأن الإخلاص في حفظ الإرث هو البشارة الصادقة بمستقبل أفضل، تُصان فيه القيم، ويُحمل فيه المجد بأمانة ومسؤولية
الشيخ ماء العينين الشيخ الطالب أخيار
